makkah story

اطلب مرشد سياحي متخصص

    اصنع قصتك

    احصل على ملف يضم ذكرياتك على بريدك الالكتروني 🌎

      عين زبيدة

      اسمها (أَمَـة ُالعزيز) ولقبها (زُبيدة)، حفيدة مؤسس الدولة العباسية (أبو جعفر المنصور)، وزوجة الخليفة (هارون الرشيد).

      جَمعتْ من النسب أرفعُه، ومن العلم أغزرُه، ومن البرّ أوسعُه، ومن الجمال أبدعُه.

      لكنَّ ذلك كلُّه لم يكن السبب في تخليد ذكرها، بل لأمر آخر. 

      كانت صاحبة أعظم مشروع وقفيّ عرفه التّاريخ، خدمتْ به الحجّاج في عصرها، واستدام نفعُه في المكان والزمان حتى طال أراض ٍشاسعة، لقرون عديدة!!

      وهذه نبذة عن المشروع: 

      اسم المشروع: (عين زبيدة ) لسقاية الحجاج و يلحق به (درب زبيدة ) لخدمتهم.

      سبب المشروع: ما رأته من معاناة الحجاج للحصول على الماء، ووفاة العديد منهم. وحينها أقسمتْ: ” أقسمُ بالله العظيم، أن أعملَ على أن لا يموتَ حاجٌ من العطش بعد اليوم”.

      الجهة المموّلة: زبيدة صاحبة مقولة: ” اِعملْ ولو كلفتـْـكَ ضربةُ الفأسِ ديناراً “

      التكلفة: مليار دينار، ما يعادل 6000 كغ من الذهب الخالص.

      الجهة المنفذة: كبار مهندسي الدولة العباسية وأمهر بنّـائيها ، بمتابعة وتوجيه من زبيدة.

      أقسام المشروع: هو قسمان:

      • عين زبيدة: لنقل الماء من العيون والجبال القريبة إلى المشاعر المقدسة ، وأهمها عين (وادي النعمان) وعين (حنين) ، لتصب في بئر عظيمة على أطراف مكة، بطول تقريبي 16 كم.
      • درب زبيدة: درب ممهد للحج يربط بغداد بمكة بطول 1500كم، مزود بمرافق كثيرة للسقيا والاستراحة.

      المعوّقات: يخترق مسار القناة تضاريس وعرة من جبال وأودية متباينة الارتفاع، وعلى الماء أن ينساب فيها مستمراً بالسيلان الطبيعي. بالإضافة إلى مشكلة التبخر.

      الحلول المتَّبعة : بناء خزانات تحت الأرض بحيث يكون عمق الماء فيها متقارباً، ورفعها في الوديان على أعمدة حجرية و قناطر وعبَّارات، وعزل القناة، وسقفها بالحجارة منعاً للتبخر.

       مدة التنفيذ: عشر سنوات.

      تسليم أعمال المشروع: عنده قالت زبيدة: “منْ كانَ لنا شَيءٌ عِندَهُ سَامحناهُ، ومنْ كانَ لهُ شَيءٌ عنْدنا أعطيْناهُ وأجْــزلْنَا له العطيّة”

      وأخيراً. ….فإن مشروعاً وقفياً ابتُدِئ بالقَسَم، وأُنجِزَ بالبَذل، واخُتتِمَ بالإحسان، لاعجب أن يبقى إرثاً إنسانياً خالداً!